×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

قوله: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك»، كيف تشرك مع الله من لا يخلق؟ هذا الذي تدعوه مع الله هل هو الذي خلقك؟! لا يجوز أن تعبد هذا الند الذي لا يخلق، ولا يرزق، ولا يحيي، ولا يُميت، وليس له من الأمر شيء.

قوله صلى الله عليه وسلم: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟! بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ». اتخاذ الند قد يكون من الشرك الأكبر كالذي يدعو غير الله، أو يستغيث بغير الله، أو يذبح لغير الله، وقد يكون من الشرك الأصغر، كالشرك في الألفاظ دون القصد ودون النية؛ وذلك أن يقول: ما شاء الله وشئت، فيجمع بين الله والمخلوق بالواو العاطفة؛ لأن الواو لمقتضى الجمع والتسوية.

فلا يجوز أن تقول: ما شاء وشئت، لولا الله وأنت! لا تجمع بين المخلوق والخالق بالواو، بل تأتي بـ«ثم»، تقول: لولا الله ثم أنت، ما شاء الله ثم شئت، أو تقول: ما شاء الله وحده، هذا هو التوحيد. أمَّا إذا جئت بالواو فهي للتشريك، وإذا جئت بـ«ثم» فهي للترتيب، فلا محذور فيها، فتكون مشيئة المخلوق بعد مشيئة الخالق سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [التكوير: 29]، فليس للمخلوق مشيئة مستقلة عن مشيئة الله سبحانه وتعالى.


الشرح