كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ
أَنَّهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو نِدًّا مِنْ دُونِ
اللَّهِ دَخَلَ النَّارَ» ([1])، وَسُئِلَ صلى الله عليه
وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ
خَلَقَكَ» ([2]). وَقِيلَ لَهُ: مَا شَاءَ
اللَّهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؛ بَلْ مَا شَاءَ
اللَّهُ وَحْدَهُ» ([3]).
****
الشرح
قوله صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو نِدًّا
مِنْ دُونِ اللَّهِ دَخَلَ النَّارَ»، ندًّا: أي شريكًا، فمَن مات يشرك بالله
دخل النار، ولا يدخل الجنة؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾ [المائدة: 72]، وقوله
تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]. فمن
مات على الشرك الأكبر لا يدخل الجنة ولا تناله مغفرة الله. والندُّ: هو الشبيه
والنظير والمثيل، قال تعالى: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 22]، فلا
ندَّ له سبحانه، ولا شريك له.
وفي حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه في الصحيحين: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله، أي ذنب أعظم؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، فدلَّ على أن أعظم الذنوب الشرك بالله عز وجل؛ لأنه لا يغفره الله؛ إلا من تاب منه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4497).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد