×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو نِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ دَخَلَ النَّارَ» ([1])، وَسُئِلَ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ» ([2]). وَقِيلَ لَهُ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؛ بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ» ([3]).

****

الشرح

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو نِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ دَخَلَ النَّارَ»، ندًّا: أي شريكًا، فمَن مات يشرك بالله دخل النار، ولا يدخل الجنة؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المائدة: 72]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48]. فمن مات على الشرك الأكبر لا يدخل الجنة ولا تناله مغفرة الله. والندُّ: هو الشبيه والنظير والمثيل، قال تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 22]، فلا ندَّ له سبحانه، ولا شريك له.

وفي حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه في الصحيحين: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله، أي ذنب أعظم؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، فدلَّ على أن أعظم الذنوب الشرك بالله عز وجل؛ لأنه لا يغفره الله؛ إلا من تاب منه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4497).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4477)، ومسلم رقم (86).

([3])  أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10759)، وأحمد رقم (1839)، والطبراني في الكبير رقم (13005).