×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 قال تعالى: ﴿وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ [الأنعام: 81].

وهذا من العجب، مع أن أصنامهم لا تقدر على شيء، والله جل وعلا قادر على كل شيء، فهو الذي يُخاف سبحانه وتعالى , ﴿مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ [الأنعام: 81].

أي: حجة؛ فالمشركون من قديم الزمان إلى آخر الزمان ليس لهم حجة - ولله الحمد - إلا شبهات وترهات وحكايات ومنامات وقصصًا وأحاديث مكذوبة، هذه حججهم من أولهم إلى آخرهم، ليس لهم سلطان، بل السلطان والبرهان مع الموحدين والحمد لله.

ثم قال: ﴿فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ، أنا وأنتم؟ أنا الذي أعبد الله، وأعتمد عليه، وهو القادر على كل شيء، وهو ربي وربكم، وأنتم تشركون بالله، وتعبدون غيره، ﴿إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الأنعام: 81]، فليست المسألة مغالطة ومغالبة، وإنما المسألة تبنى على علمٍ وبرهان.

ثم إن الله جل وعلا حكم بينهم، فقال: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ [الأنعام: 82] أي: بشركٍ، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ [الأنعام: 82]، أما الشرك فلا أمن له - والعياذ بالله - لا في الدنيا ولا في الآخرة.


الشرح