قال تعالى: ﴿وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ
وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ﴾ [الأنعام: 81].
وهذا من العجب، مع
أن أصنامهم لا تقدر على شيء، والله جل وعلا قادر على كل شيء، فهو الذي يُخاف
سبحانه وتعالى , ﴿مَا لَمۡ
يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ﴾ [الأنعام: 81].
أي: حجة؛ فالمشركون
من قديم الزمان إلى آخر الزمان ليس لهم حجة - ولله الحمد - إلا شبهات وترهات
وحكايات ومنامات وقصصًا وأحاديث مكذوبة، هذه حججهم من أولهم إلى آخرهم، ليس لهم
سلطان، بل السلطان والبرهان مع الموحدين والحمد لله.
ثم قال: ﴿فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ
أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ﴾، أنا وأنتم؟ أنا الذي أعبد الله، وأعتمد عليه، وهو
القادر على كل شيء، وهو ربي وربكم، وأنتم تشركون بالله، وتعبدون غيره، ﴿إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنعام: 81]،
فليست المسألة مغالطة ومغالبة، وإنما المسألة تبنى على علمٍ وبرهان.
ثم إن الله جل وعلا
حكم بينهم، فقال: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ﴾ [الأنعام: 82] أي:
بشركٍ، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، أما الشرك
فلا أمن له - والعياذ بالله - لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد