أي يتوعدهم بالسيف، وكان الأصل: حسبك وحسب الضحاك بالكسر بالإضافة، لكن لما
حذف المضاف نصب المضاف إليه، فصار حسبك والضحاك، والأصل: حسبك وحسب الضحاك سيف
مهند.
فدل على المراد
بالآية ليس ما هو فهمه بعض الناس في أن الحسب مشترك بين الله ورسوله، وإنما الحسب
لله وحده، ومن اتبعك فيه مضاف محذوف، تقديره: وحسب من اتبعك.
قوله: «كَمَا بُسِطَ ذَلِكَ بِالأَْدِلَّةِ» في
غير هذا الموضع.
قوله: «وَذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ عَلَيْهِم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُمُ الْوَسَائِطُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ»، الرسل وسائط بين الله وعباده في تبليغ الوحي المنزل عليهم، كالشرائع المنزلة عليهم، وليس للناس أن يشرعوا من عند أنفسهم عبادات، وإنما يعملون بما بلغتهم الرسل عن الله سبحانه وتعالى، فالعبادات توفيقية لا بد أن يشرعها الله، والرسل يبلغونها للخلق، فهم واسطة بين الله وخلقه في تبليغ الرسالة، وليسوا واسطة بين الله وخلقه في قضاء الحاجات، كما يقوله المخرفون، فمن قال هذا فهو مشرك؛ لأن قضاء الحاجات من الله وحده، وليس الرسل ولا الأولياء والصالحين وسائط بين الله وعباده في قضاء حوائج الناس، وإنما يجب على الناس أن يطلبوا من الله مباشرة، ويدعوه مباشرة، ويسألوه حوائجهم، ولا يقولون: نسألك بواسطة فلان، أو بحق فلان، فهذه الواسطة ممنوعة. فهناك واسطة مثبتة وهي وساطة الرسل في تبليغ الشرع، وهناك واسطة منفية وهي توسيط الرسل بين الله وعباده في قضاء حوائج العباد، ولهذا يقول الشيخ في موضع آخر: هناك واسطة من أنكرها كفر: توسط الرسل بين الله وعباده في تبليغ الشرع والوحي، والتي من أثبتها كفر: أن يتخذ وسائط بين العباد والله في قضاء حوائجهم وقبول دعائهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد