قول تعالى: ﴿يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ
لَكُمۡ لِيُرۡضُوكُمۡ﴾ أي: المنافقين، ﴿وَٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ﴾ [التوبة: 62]،
فالله جل وعلا يستحق أن يرضى، والرسول صلى الله عليه وسلم يستحق أن يرضى.
قول تعالى: ﴿وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ
أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ﴾ [التوبة: 62]، الضمير وإن كان مفردًا عائد لله ولرسوله،
فالضمير والإشارة يجوز أن يعودا بلفظ المفرد على أكثر من واحد، في هذه الآية عائد
إلى الله ورسوله: ﴿أَن يُرۡضُوهُ﴾ أي: أن يرضوا الله
ويرضوا رسوله.
قول تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ
فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80]، جاءت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
مفردة؛ لأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله سبحانه وتعالى، ومعصية الرسول
صلى الله عليه وسلم معصية لله.
قول تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ
ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ﴾ [التوبة: 24]، هناك
أشياء يحبها الإنسان محبة طبيعية لا يؤاخذ عليها، كأن يحب آباءه وأبناءه وإخوانه، ﴿وَأَزۡوَٰجُكُمۡ﴾ أو يحب الرجل
زوجته، والزوجة تحب زوجها، ﴿وَعَشِيرَتُكُمۡ﴾ أو يحب قبيلته
وعشيرته، ﴿وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا﴾، فُطر الإنسان على
حب المال، قال تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ
حُبّٗا جَمّٗا﴾ [الفجر: 20]، ﴿وَإِنَّهُۥ
لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ﴾ أي: المال ﴿لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: 8].
قال: ﴿وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ
كَسَادَهَا﴾ [التوبة: 24] أي: تحبون البيع والشراء والاتجار، وتخشون
الخسارة والكساد، هذه أمور يحبها الإنسان بطبيعته وجبلته، ﴿وَمَسَٰكِنُ
تَرۡضَوۡنَهَآ﴾، كذلك يحب بلده، ويحب بيته، هذا حب طبيعي.
لكن لا يحب هذه
الأشياء بأن يقدم محبتها على محبة الله ورسوله، فإذا قدَّم محبتها على محبة الله
ورسوله، فهو مذموم ومتوعد؛ أمَّا إذا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد