أحبها ولم يقدمها على محبة
الله ورسوله، فلا يُلام، ولهذا قال تعالى: ﴿أَحَبَّ
إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ﴾، هذا تهديد لمن
يترك الهجرة حبًّا لوطنه، ويترك الجهاد حبًّا لحياته وحبًّا لوطنه وأولاده، فيقدم
محبة هذه الأشياء على طاعة الله ورسوله، ﴿فَتَرَبَّصُواْ﴾ أي: انتظروا ﴿حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ
بِأَمۡرِهِۦۗ﴾ [التوبة: 24]، هذا تهديد، وكون الإنسان يحب هذه الأشياء
لا يُلام على ذلك، فهي محبة طبيعية، أمَّا إذا قَدَّم محبتها على محبة الله
ورسوله، وتأخر عن الجهاد، وتأخر عن الهجرة، وتأخر عما يرضاه الله ورسوله، فهذا
مذموم.
الشاهد: في قوله: ﴿أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ﴾، فالمحبة مشتركة بين الله والرسول، فالله يُحب محبة
عبادة، والرسول صلى الله عليه وسلم يُحب محبة اتباع واقتداء.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ
بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ
مِمَّنْ سِوَاهُمَا»، هذا هو الشاهد، فالله جل وعلا يُحب، والرسول صلى الله
عليه وسلم يُحب، وتكون محبة الله ورسوله مقدمة على سائر المحبوبات، وهناك محبة
تابعة لمحبة الله، مثل: محبة الصالحين والمؤمنين، وهي ما يُسمى بالحب في الله،
وتحب في الله.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ
الإِْيمَانِ»، فالإيمان له حلاوة في القلب إذا ذاقها الإنسان لم يقدم عليها
شيئًا، وليس كل مؤمن عنده حلاوة الإيمان، فهناك مؤمن لم يجد حلاوة الإيمان، فإذا
وجد حلاوة الإيمان فقد ارتقى أعلى درجات الإيمان، ولها علامة تدل عليها: «مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ
إلَيْهِ مِمَّنْ سِوَاهُمَا»، هذه علامة على حلاوة الإيمان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد