×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَقَدْ قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٨لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٩ [الفتح: 8، 9]. فَالإِْيمَانُ بِاللَّهِ وَالرَّسُولِ وَالتَّعْزِيرُ وَالتَّوْقِيرُ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ وَتَعْزِيرُهُ نَصْرُهُ وَمَنْعُهُ، وَالتَّسْبِيحُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً لِلَّهِ وَحْدَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ، وَالْعِبَادَةُ هِيَ لِلَّهِ وَحْدَهُ: فَلاَ يُصَلَّى إلاَّ لِلَّهِ، وَلاَ يُصَامُ إلاَّ لِلَّهِ، وَلاَ يُحَجُّ إلاَّ إلَى بَيْتِ اللَّهِ.

****

الشرح

قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ذكر في هذه الآية الحقوق، فهناك حق مشترك بين الله ورسوله، وهو الإيمان بالله ورسوله، ومحبة الله ورسوله: ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ، وذكر شيئًا خاصًّا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿وَتُعَزِّرُوهُ أي: الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿وَتُوَقِّرُوهُۚ، والمراد بالتعزير هنا: التوقير والاحترام والتقدير؛ لأن التعزير من الألفاظ المشتركة، فيُطلق ويراد به التوقير، ويُطلق ويُراد به التأديب، ومنه التعزير في المعاصي، أي: التأديب، والمراد هنا بالتعزير: التوقير والاحترام.

ثم ذكر ما هو خاص بالله جل وعلا فقال: ﴿وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا، فالتسبيح حق الله جل وعلا، ليس للرسول صلى الله عليه وسلم فيه شيء.

قوله: «وَالْعِبَادَةُ هِيَ لِلَّهِ وَحْدَهُ»، بينما الطاعة تكون لله وتكون للرسول صلى الله عليه وسلم، والمحبة تكون لله وتكون للرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح