وَقَدْ قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا
وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٨لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ
وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٩﴾ [الفتح: 8، 9].
فَالإِْيمَانُ بِاللَّهِ وَالرَّسُولِ وَالتَّعْزِيرُ وَالتَّوْقِيرُ لِلرَّسُولِ
صلى الله عليه وسلم؛ وَتَعْزِيرُهُ نَصْرُهُ وَمَنْعُهُ، وَالتَّسْبِيحُ بُكْرَةً
وَأَصِيلاً لِلَّهِ وَحْدَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ،
وَالْعِبَادَةُ هِيَ لِلَّهِ وَحْدَهُ: فَلاَ يُصَلَّى إلاَّ لِلَّهِ، وَلاَ
يُصَامُ إلاَّ لِلَّهِ، وَلاَ يُحَجُّ إلاَّ إلَى بَيْتِ اللَّهِ.
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ
شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا﴾ ذكر في هذه الآية الحقوق، فهناك حق مشترك بين الله
ورسوله، وهو الإيمان بالله ورسوله، ومحبة الله ورسوله: ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ
بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾، وذكر شيئًا خاصًّا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿وَتُعَزِّرُوهُ﴾ أي: الرسول صلى
الله عليه وسلم ﴿وَتُوَقِّرُوهُۚ﴾، والمراد بالتعزير
هنا: التوقير والاحترام والتقدير؛ لأن التعزير من الألفاظ المشتركة، فيُطلق ويراد
به التوقير، ويُطلق ويُراد به التأديب، ومنه التعزير في المعاصي، أي: التأديب،
والمراد هنا بالتعزير: التوقير والاحترام.
ثم ذكر ما هو خاص
بالله جل وعلا فقال: ﴿وَتُسَبِّحُوهُ
بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا﴾، فالتسبيح حق الله جل وعلا، ليس للرسول صلى الله عليه
وسلم فيه شيء.
قوله: «وَالْعِبَادَةُ هِيَ لِلَّهِ وَحْدَهُ»، بينما الطاعة تكون لله وتكون للرسول صلى الله عليه وسلم، والمحبة تكون لله وتكون للرسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد