قوله: «وَالدُّعَاءُ مِنْ جُمْلَةِ
الْعِبَادَاتِ». الدعاء أعظم أنواع العبادة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1])، فهو أعظم أنواع
العبادة، ولذلك قال تعالى: ﴿فَٱدۡعُواْ
ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14]، وقال عز وجل: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، وقال
تبارك وتعالى: ﴿فَلَا تَدۡعُواْ
مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، فالدعاء هو أعظم أنواع العبادة.
قوله: «فَمَنْ دَعَا الْمَخْلُوقِينَ مِنَ
الْمَوْتَى وَالْغَائِبِينَ وَاسْتَغَاثَ بهم...» من دعا غير الله من الأموات،
والأشجار، والأحجار، والأصنام، فإنه جمع بين أمرين: الابتداع في الدين - لأن هذا
دين لم يشرعه الله - والشرك بالله عز وجل، فإن البدع تتفاوت، فبعضها يكون شركًا
مخرجًا من الملة، وبعضها يكون من كبائر الذنوب، وبعضها يكون من صغائر الذنوب حسب
نوع البدعة، والكل من البدع محرَّم، وكل بدعة ضلالة، لكنها تتفاوت في الضلالة،
وأعظمها بدعة الشرك.
قوله: «كَانَ مُبْتَدِعًا فِي الدِّينِ، مُشْرِكًا
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، مُتَّبِعًا غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ»، وسبيل
المؤمنين هو عبادة الله بما شرعه على لسان رسوله، فالمؤمنون لا يعبدون الله إلا
بما شرعه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ تعالى بِالْمَخْلُوقِينَ أَوْ أَقْسَمَ عَلَيْهِ بِالْمَخْلُوقِينَ كَانَ مُبْتَدِعًا بِدْعَةً مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ». مَن سأل الله بالمخلوق فقد ابتدع؛ لأن الباء باء القسم: أسألك بنبيك - بعبدك - فلان، هذا لا يجوز، هذا إقسام على الله بمخلوق، والإقسام بالمخلوق لا يجوز حتى على الخلق، فكيف الإقسام على الله جل وعلا، بخلقٍ من خلقه؟!
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18352).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد