وَدَلَّ الْحَدِيثُ
الْمُتَقَدِّمُ عَلَى أَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم يُسْتَشْفَعُ بِهِ إلَى
اللَّهِ عز وجل: أَيْ يُطْلَبُ مِنْهُ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ الشَّفَاعَةَ فِي
الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ؛ فَأَمَّا فِي الآْخِرَةِ فَيَطْلُبُ مِنْهُ الْخَلْقُ
الشَّفَاعَةَ فِي أَنْ يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَفِي أَنْ يَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ، وَيَشْفَعُ فِي أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِهِ، وَيَشْفَعُ فِي
بَعْضِ مَنْ يَسْتَحِقُّ النَّارَ أَلاَّ يَدْخُلَهَا، وَيَشْفَعُ فِي بَعْضِ مَنْ
دَخَلَهَا أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا.
****
الشرح
لم ينكر الرسول صلى
الله عليه وسلم قولهم في الحديث المتقدم: «إنَّا
نَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ» فدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم تطلب
منه الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى، وذلك حال حياته لا بعد موته، فقد كان الصحابة
رضي الله عنهم يطلبون منه الدعاء في الدنيا في حال حياته، ويدعو لهم صلى الله عليه
وسلم، وأما بعد البعث فيطلب منه الشفاعة العظمى، فشفع صلى الله عليه وسلم.
قوله: «يُسْتَشْفَعُ بِهِ إلَى اللَّهِ عز وجل:
أَيْ يُطْلَبُ مِنْهُ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ الشَّفَاعَةَ فِي الدُّنْيَا»،
وذلك في حال حياته صلى الله عليه وسلم، «وَالآخِرَةِ»
حين يطلب منه الخلائق الشفاعة لفصل القضاء وأن يريحهم من هول الموقف، وتطلب منه
الشفاعة في أصحاب الكبائر.
قوله: «وَفِي أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ»، يطلب منه المؤمنون أن يشفع لهم عند الله في دخول الجنة؛ لأنهم بعد الحساب لا يدخلون الجنة إلا بالشفاعة، وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم ([1])، وأول مَن يدخلها من الأمم أمته ([2])، فهم لا يدخلونها إلا بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (197).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد