قوله: «وَثَبَتَ ذَلِكَ فِي
الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ نُوحًا أَوَّلُ رَسُولٍ
بَعَثَهُ اللَّهُ إلَى أَهْلِ الأَْرْضِ»، قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ
إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ﴾ [النساء: 163]، فهو
أول الرسل عليه الصلاة والسلام، وإن كان قبله أنبياء، لكن أول الرسل هو نوح عليه
الصلاة والسلام.
قوله: «وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تعالى عَنْ قَوْمِهِ
أنَّهُمْ قَالُوا: ﴿لَا تَذَرُنَّ
ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسۡرٗا﴾ [نوح: 23] »، يدل على أن نوحًا
عليه الصلاة والسلام أمرهم بأن يتركوا عبادة هذه الأصنام، وأن يفردوا الله تعالى
بالعبادة، عند ذلك قالوا: ﴿لَا
تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ﴾ أي: لا تطيعوا نوحًا فتدعوا آلهتكم، وهكذا إذا عميت
البصيرة - والعياذ بالله - وانغلق القلب حتى وصلوا إلى هذا الحد.
قوله: «قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
هَؤُلاَءِ كَانُوا قَوْمًا صَالِحِينَ فِي قَوْمِ نُوحٍ»، هؤلاء: ود، وسواع،
ويغوث، ويعوق، ونسر، كانوا قومًا صالحين، «فَلَمَّا
مَاتُوا عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِم الأَْمَدُ
عَبَدُوهُمْ»، فدل على أن الغلو في القبور يَؤول إلى الشرك، كما حصل في قوم
نوح عليه السلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد