×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 قوله: «وَثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ نُوحًا أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إلَى أَهْلِ الأَْرْضِ»، قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ [النساء: 163]، فهو أول الرسل عليه الصلاة والسلام، وإن كان قبله أنبياء، لكن أول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام.

قوله: «وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تعالى عَنْ قَوْمِهِ أنَّهُمْ قَالُوا: ﴿لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا [نوح: 23] »، يدل على أن نوحًا عليه الصلاة والسلام أمرهم بأن يتركوا عبادة هذه الأصنام، وأن يفردوا الله تعالى بالعبادة، عند ذلك قالوا: ﴿لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ أي: لا تطيعوا نوحًا فتدعوا آلهتكم، وهكذا إذا عميت البصيرة - والعياذ بالله - وانغلق القلب حتى وصلوا إلى هذا الحد.

قوله: «قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: هَؤُلاَءِ كَانُوا قَوْمًا صَالِحِينَ فِي قَوْمِ نُوحٍ»، هؤلاء: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، كانوا قومًا صالحين، «فَلَمَّا مَاتُوا عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِم الأَْمَدُ عَبَدُوهُمْ»، فدل على أن الغلو في القبور يَؤول إلى الشرك، كما حصل في قوم نوح عليه السلام.


الشرح