وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ
فِي صَحِيحِهِ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ([1])، وَذَكَرَ أَنَّ
هَذِهِ الآْلِهَةَ صَارَتْ إلَى الْعَرَبِ وَسَمَّى قَبَائِلَ الْعَرَبِ الَّذِينَ
كَانَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الأَْصْنَامُ.
****
الشرح
قوله: «وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ
هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ» أن هؤلاء رجال صالحون لما ماتوا غلوا في قبورهم،
وصوروا صورهم، فعبدوهم من دون الله، في بادئ الأمر كان الدافع لهم المحبة لهؤلاء،
والغلو في المحبة يوصل إلى هذا الشرك، والغلو في كل شيء لا يجوز. فهذا فيه التحذير
من الغلو في الصالحين؛ لأنه جر قوم نوح إلى الشرك، ونحن نعرف الصالحين قدرهم،
ونحبهم ونحترمهم، ونفتدي بهم، وندعو لهم، لكن لا نتخذهم أربابًا مع الله سبحانه
وتعالى.
قوله: «وَذَكَرَ أَنَّ هَذِهِ الآْلِهَةَ صَارَتْ إلَى الْعَرَبِ»، لما جاء الطوفان دفن هذه الأصنام وطمرها تحت التراب، فنسي خبرها، وكانت في جزيرة العرب، فلما جاء عمرو بن لحي الخزاعي، جاء الشيطانُ إليه فقال له: «اذهب إلى جدة تجد فيها أصناما معدة، فأوردها تهامة ولا تهاب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجاب»، فحفرها هذا الخبيث، ووزعها على قبائل العرب؛ فعُبدت من دون الله. وقد كانوا على دين إبراهيم، فلما جاء هذا الخبيث عمرو بن لحي بعث هذه الأصنام، ووزعها على قبائل العرب، فحدث الشرك في ذرية إسماعيل عليه السلام، إلى أن بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، فحطم هذه الأصنام، ودمرها واحدًا واحدًا، وعاد التوحيد إلى أهل الأرض، والحمد لله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد