وَفِي الصَّحِيحِ: عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ
النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ([1]).
****
الشرح
الإطراء: شدة المدح والغلو
في المدح، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُطْرُونِي» أي: لا تغلوا فيَّ وتشتدوا في مدحي، «كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ»، فرفعوه عن درجة
البشرية إلى درجة الألوهية، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ﴾ [المائدة: 17]، ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ
قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73]، ﴿وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ
ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التوبة: 30]، هذا إطراء - والعياذ بالله - وغلو في حق
عيسى عليه السلام، من أنه عليه السلام صرح أنه عبد الله: ﴿قَالَ
إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا﴾ [مريم: 30]، ﴿وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ﴾ [المائدة: 72]، هذا
كلام المسيح الذي حكاه الله سبحانه وتعالى عنه؛ لكنهم - والعياذ بالله - خالفوه
فغلوا فيه وجعلوه في مرتبة الألوهية، تعالى الله عمَّا يقولون.
فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو الذي يجرنا إلى مثل هذا، ثم قال: «فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، هذه مرتبته صلى الله عليه وسلم أنه عبد الله، ليس له شرك مع الله في الربوبية أو الألوهية، إنما هو عبد مثلنا، وبشر مثلنا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3445).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد