وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى قَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، اُدْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ لِي عَنْ بَصَرِي، قَالَ:
«فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُل: اللَّهُمَّ إنِّي
أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا
مُحَمَّدُ، إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّي أَنْ يَكْشِفَ عَنْ بَصَرِي،
اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ»، قَالَ: فَرَجَعَ وَقَدْ كَشَفَ اللَّهُ عَنْ
بَصَرِهِ ([1]).
وقال الإِْمَامُ
أَحْمَدُ فِي مُسْنَده: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَيْرِ
بْنِ يَزِيدَ الخطميِّ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْت عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ
ابْنِ ثَابِتٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حنيف: أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرًا أَتَى
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اُدْعُ اللَّهَ أَنْ
يُعَافِيَنِي فَقَالَ: «إنْ شِئْتَ أَخَّرْت ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لآِخِرَتِكَ،
وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْت لَكَ»، قَالَ: لاَ، بَل اُدْعُ اللَّهَ لِي، فَأَمَرَهُ
أَنْ يَتَوَضَّأَ وَأَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَأَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ:
«اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ
الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي
هَذِهِ فَتُقْضَى، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَشَفِّعْهُ فِيَّ». قَالَ:
فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرأَ ([2]).
****
الشرح
قوله: «قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ»». هل
الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم وهو ميت ويقول: انطلق فتوضأ، أو أن هذا في
حياته؟! لا شكَّ أن هذا في حياته.
قوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ قُلْ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك»» أي: دعاء نبيك؛ لأنه قال: ادع الله أن يرد عليَّ بصري، فقوله: «وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك» أي: بدعائه لا بذاته.
([1]) أخرجه: البيهقي في دلائل النبوة (6/ 167).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد