×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اُدْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ لِي عَنْ بَصَرِي، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُل: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّي أَنْ يَكْشِفَ عَنْ بَصَرِي، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ»، قَالَ: فَرَجَعَ وَقَدْ كَشَفَ اللَّهُ عَنْ بَصَرِهِ ([1]).

وقال الإِْمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَده: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ يَزِيدَ الخطميِّ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْت عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ ابْنِ ثَابِتٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حنيف: أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اُدْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي فَقَالَ: «إنْ شِئْتَ أَخَّرْت ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لآِخِرَتِكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْت لَكَ»، قَالَ: لاَ، بَل اُدْعُ اللَّهَ لِي، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَأَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَأَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فَتُقْضَى، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَشَفِّعْهُ فِيَّ». قَالَ: فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرأَ ([2]).

****

الشرح

قوله: «قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ»». هل الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم وهو ميت ويقول: انطلق فتوضأ، أو أن هذا في حياته؟! لا شكَّ أن هذا في حياته.

قوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ قُلْ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك»» أي: دعاء نبيك؛ لأنه قال: ادع الله أن يرد عليَّ بصري، فقوله: «وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك» أي: بدعائه لا بذاته.


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في دلائل النبوة (6/ 167).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (3578)، وابن ماجه رقم (1385).