وَكَانَ هُوَ صلى الله
عليه وسلم يَرْقِي نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ، وَلاَ يَطْلُبُ مِنْ أَحَدٍ أَنْ
يَرْقِيَهُ، وَرِوَايَةُ مَنْ رَوَى فِي هَذَا: «لاَ يَرْقُونَ» ضَعِيفَةٌ غَلَطٌ.
فَهَذَا مِمَّا
يُبَيِّنُ حَقِيقَةَ أَمْرِهِ لأُِمَّتِهِ بِالدُّعَاءِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَابِ
سُؤَالِ الْمَخْلُوقِ لِلْمَخْلُوقِ الَّذِي غَيْرُهُ أَفْضَلُ مِنْهُ؛ فَإِنَّ
مَنْ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ - بَلْ لاَ يَسْأَلُ إلاَّ اللَّهَ - أَفْضَلُ مِمَّنْ
يَسْأَلُ النَّاسَ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ.
****
الشرح
قوله: «وَكَانَ هُوَ صلى الله عليه وسلم يَرْقِي
نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ». كان صلى الله عليه وسلم له تعوذات يستعيذ بالله جل وعلا،
فلما نزلت سورتا المعوذتين جعل يرقي نفسه بهما، وترك ما عداهما ([1]).
وكذلك سورة الفاتحة
رقية عظيمة، فالمسلم يرقي نفسه ولا يحتاج أن يسأل الناس، وهذا ميسور، ليس هناك أحد
- في الغالب - لا يعرف سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، فليس بحاجةٍ أن يذهب إلى
الرقاة إذا كانوا يرقون بالرقية الشرعية؛ فكيف بالمخرفين والمشعوذين الذين ملأوا
الآن الدنيا بأكل أموال الناس بالباطل وتضليل الناس؟! فالواجب الحذر والتوقي من
هذا الأمر.
فإذا كان طلب الرقية
الشرعية الأفضل تركه استغناء بالله وعدم الحاجة للناس، فكيف بالرقية غير الشرعية
البدعية أو الشركية؟! فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا.
الشاهد منه: أنهم لا يسترقون، أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم استغناء بالله، وأيضًا: هم يستغنون برقيتهم لأنفسهم عن الناس مهما أمكن، وهذا من كمال التوحيد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5735)، ومسلم رقم (2192).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد