×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 فَأَمَّا مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاَّ اللَّهُ تعالى فَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُطْلَبَ إلاَّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، لاَ يُطْلَبُ ذَلِكَ لاَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، وَلاَ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ، وَلاَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِغَيْرِ اللَّهِ: اغْفِرْ لِي وَاسْقِنَا الْغَيْثَ وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، أَوِ اهْدِ قُلُوبَنَا وَنَحْوَ ذَلِكَ.

****

الشرح

قوله: «فَأَمَّا مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاَّ اللَّهُ تعالى فَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُطْلَبَ إلاَّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، لاَ يُطْلَبُ ذَلِكَ لاَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، وَلاَ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ، وَلاَ مِنْ غَيْرِهِمْ». لا يطلب من المخلوق ولو كان فاضلاً كالملائكة، أو الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو الصالحين، فالذي لا يقدر عليه إلا الله لا يطلب إلا من الله؛ كشفاء المرضى، ورزق المولد، ومغفرة الذنوب، ونحو ذلك مما يفعله عباد القبور الذين يطلبون من الأموات ما لا يقدر عليه إلا الله، أو يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغفر لهم بعد موته وأن ينصرهم، وكل هذا شرك أكبر؛ لأن الميت لا يقدر على شيءٍ.

قوله: «وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِغَيْرِ اللَّهِ: اغْفِرْ لِي وَاسْقِنَا الْغَيْثَ». لا يجوز أن يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه، كأن يقول: اغفر لي. فلا يقدر على المغفرة إلا الله عز وجل، أو يقول: اسقنا الغيث نحن مجدبون. فلا يقدر على إنزال الغيث إلا الله، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [الشورى: 28]، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أجدبوا يدعو الله أن يسقيهم، ولا يقدر هو صلى الله عليه وسلم أن يسقيهم، إنما هذا من الله سبحانه وتعالى؛ مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق، ومع هذا لا يقدر أن يجلب لهم الغيث، فيدعو الله سبحانه وتعالى، فلا يطلب سقيا الغيث إلا من الله.


الشرح