قوله: «فَأَمَّا
مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْبَشَرُ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ». الذي يقدر
عليه البشر من الأموال أو الأعمال لا بأس به، وإن كان الأفضل تركه كما سبق،
فتستغني عن البشر مهما أمكن، لكن لا يقال: هذا حرام ولا يجوز، فليس فيه وسيلة إلى
الشرك، هذه أمور عادية ما فيها محذور؛ بخلاف الاستغاثة فقد يكون فيها أمر محذور.
قوله تعالى: ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ﴾ هذا في بدر لما وقع المسلمون في الخطر من عدوهم، وهي أول معركة في الإسلام، فلو اجتيح المسلمون في هذه المعركة ما بقي للإسلام بقية، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي؟ اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِْسْلاَمِ، لاَ تُعْبَدْ فِي الأَْرْضِ أَبَدًا» ([1])، فالموقف حرج جدًّا، فلما استغاث بربه أغاثه؛ ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ﴾.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1763).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد