وَفِي دُعَاءِ مُوسَى عليه
السلام: «اللَّهُمَّ لَك الْحَمْدُ وَإِلَيْك الْمُشْتَكَى، وَإِلَيْك
الْمُسْتَعَانُ، وَبِكَ الْمُسْتَغَاثُ، وَعَلَيْك التكلان، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إلاَّ بِكَ ([1]).
وقال أَبُو
يَزِيدَ البسطاميُّ: اسْتِغَاثَةُ الْمَخْلُوقِ بِالْمَخْلُوقِ كَاسْتِغَاثَةِ
الْغَرِيقِ بِالْغَرِيقِ. وقال أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ: اسْتِغَاثَةُ
الْمَخْلُوقِ بِالْمَخْلُوقِ كَاسْتِغَاثَةِ الْمَسْجُونِ بِالْمَسْجُونِ.
****
الشرح
قوله: «وَفِي دُعَاءِ مُوسَى عليه السلام: «اللَّهُمَّ لَك
الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَإِلَيْك الْمُسْتَعَانُ، وَبِكَ
الْمُسْتَغَاثُ، وَعَلَيْك التكلان، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِك»». دعاء موسى عليه
السلام دعاء العظيم، والشاهد منه: «وَبِكَ
المستغاثُ» أي: لا لأستغيث بغيرك، فالاستغاثة لا ينبغي أن تطلق في حق المخلوق؛
لأن في ذلك وسيلة إلى الشرك، والتلفظ بالألفاظ الضخمة في حق المخلوق ينبغي تجنبه،
ويكره الإتيان به؛ حماية للتوحيد والعقيدة.
قوله: «وقال أَبُو يَزِيدَ البسطامي: اسْتِغَاثَةُ الْمَخْلُوقِ بِالْمَخْلُوقِ كَاسْتِغَاثَةِ الْغَرِيقِ بِالْغَرِيقِ». استغاثة المخلوق بالمخلوق في الشيء الذي لا يقدر عليه المخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق، فالغريق المستغاث به لا يقدر على إنجاء نفسه من الغرق، فكيف ينجي غيره؟ فاستغاثة المخلوق بالمخلوق مثل هذا في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله، والناس فيها سواء لا يقدرون عليها، فكيف تستغيث بمن لا يقدر يستغيث نفسه؟
([1]) أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (3394).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد