وقال تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]، وقال تعالى: ﴿مَا مِن
شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ﴾ [يونس: 3]، وقال تعالى: ﴿مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن
وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾ [السجدة: 4]، وقال
تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18].
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ
عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255].، هذا مثل آخر الآية السابقة أنه لا يشفع
أحد إلا بإذنه سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا
تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ﴾ [سبأ: 23]. قوله
تعالى: ﴿مَا مِن شَفِيعٍ﴾
ما نافية، من مؤكدة
للنفي، ﴿إِلَّا مِنۢ
بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ﴾ هذا حصر.
قوله تعالى: ﴿مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن
وَلِيّٖ﴾ الذي يتولى أموركم ويدبرها هو الله سبحانه وتعالى، ﴿وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا
تَتَذَكَّرُونَ﴾ نفى الشفاعة سبحانه وتعالى إلا بإذنه، أما أن يشفع أحد
عنده دون إذنه، فالله لا يقبل شفاعته؛ لأن الشفاعة - كما سيأتي - لها شرطان: الإذن
من الله، وأن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد، أما الكفار ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ
ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48].
قوله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] العبادة حق لله سبحانه وتعالى، والله خلق الخلق من أجل أن يعبدوه، لكن هؤلاء يعبدون غيره، فيعبدون من لا يملك ضرًّا ولا نفعًا؛ إما ميت، إما خشبة أو حجر أو شجرة، وإما أي مخلوق من المخلوقات لا تملك لنفسها ضرًّا ولا نفعًا، فكيف تملك ذلك لغيرها؟ كل مخلوق هو بهذه الصفة سواء كان من الملائكة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد