×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 أو الأنبياء والمرسلون إلى من دونهم، كلهم لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، فكيف يملكون ذلك لغيرهم؟ إذًا: لماذا يعبدونهم وهم يعلمون أنهم لا ينفعون ولا يضرون؟!

قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ، عبدوهم لهذه الشبهة أنهم شفعاء عند الله، والله جل وعلا لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، ورضاه عن المشفوع فيه، ﴿قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ هل الله جل وعلا لا يعلم أن له شريكًا في السماوات ولا في الأرض، وأنتم تقولون: بل له شريك. فهل الله لا يعلم هذا؟ فهم يحادون الله جل وعلا ويثبتون له شركاء لا يعلمهم سبحانه وتعالى، وما لا يعلمه الله فهو محال.

ثم نزَّه نفسه عن ذلك فقال: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ عن شركهم، ﴿وَتَعَٰلَىٰ بذاته وقدره وقهره ﴿عَمَّا يُشۡرِكُونَ فسمَّاه شركًا، وهم يقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ. وكل من يدعو الأولياء والصالحين والأنبياء والملائكة، كلهم من هذا القبيل، كلهم مشركون.


الشرح