وقال تعالى عَنْ صَاحِبِ يس: ﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي
فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٢ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن
يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ
٢٣إِنِّيٓ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٤إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ
٢٥﴾ [يس: 22- 25].
****
الشرح
قوله: «وقال تعالى عَنْ صَاحِبِ يس» أي:
المذكور في سورة يس، قال الله جل وعلا: ﴿وَٱضۡرِبۡ
لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ﴾ [يس: 13] وهي قرية في الشام
فيها مشركون، فأرسل إليهم المسيح عليه السلام من ينذرونهم عن الشرك، ﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا
أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ١٣إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ
ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ
١٤﴾ فقواهم الله جل وعلا برسول ثالث، ﴿قَالُواْ رَبُّنَا يَعۡلَمُ
إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ ١٦وَمَا عَلَيۡنَآ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ
١٧قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ
وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ ١٨﴾ [يس: 16- 18]
والتطير هو التشاؤم، يقولون: أصابنا الشر بسببكم، وهكذا عادة المشركين يتطيرون بالرسل،
كما تطير آل فرعون بموسى وهارون عليهما السلام: ﴿وَإِن
تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ أَلَآ إِنَّمَا
طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 131].
ثم قالوا: ﴿لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾يهددون الرسل ويغترون بقوتهم، ﴿قَالُواْ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ﴾ فالرسل أسباب الخير والهداية، وأما ما يصيب الناس من الشر فبسبب ذنوبهم ومعاصيهم وشركهم، ﴿أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ﴾ تقابلوننا بهذه المقابلة لأننا ذكرناكم ونصحناكم، أهذا جزاء الدعاة إلى الله عز وجل ؟ ﴿بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ﴾: مسرفون في الكفر - والعياذ بالله - ومغرقون في الشرك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد