×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ التي فيها هؤلاء الأشقياء ﴿رَجُلٞ يَسۡعَىٰ: يسرع؛ لأجل أن يبلغهم ويحثهم على اتباع ما جاءتْ به الرسل، ﴿قَالَ يَٰقَوۡمِ استعطاف: ﴿وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٠ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡ‍َٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ ٢١ ما جاءوكم يطلبون منكم أجرًا أو طمعًا، إنما جاءوكم بدافع النصح لكم، وهكذا الرسل لا تأخذ على الدعوة أجرًا، إنما أجرها على الله سبحانه وتعالى، أمَّا لو كان الداعية يقصد طمعًا، فإن الناس لا يثقون به، ويقولون: ما يعمل هذا إلا لأجل الطمع. لكن الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يسألون الناس أجرًا، ﴿مُّهۡتَدُونَ فلماذا لا تتبعون المهتدين، وتتبعون الغواة والضالين؟

ثم قال: ﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي ما الذي يمنعني أن أعبد الله الذي خلقني؟ ﴿وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ: إليه مرجع الناس جميعًا فيجازيهم على أعمالهم، لا ترجعون إلى غيره سبحانه وتعالى، لا أحد يفلت من الله يوم القيامة أبدًا، يعمل ما يشاء في هذه الدنيا، ولكن الحساب أمامه، ومرجعه إلى الله الذي تمرد عليه في الدنيا وعصاه وأشرك به، ﴿ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً أأتخذ غير الله آلهة أعبدها مثلكم، ﴿إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ، سواء مرض أو غيره من الأضرار، ﴿لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡ‍ٔٗا ما يشفعون له في دفع الضر عنه، ﴿وَلَا يُنقِذُونِ مما وقعت فيه، إنما هذا الله سبحانه وتعالى، فشفاعتهم التي تطلبونها أنتم هذه ما تغني عني شيئًا من الله سبحانه وتعالى، ﴿إِنِّيٓ إِذٗا أي: لو عبدت غير الله ﴿لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ والضلال ضد الهدى، والضال هو الذي يسير على غير هدى، والمهتدي يسير على هدى وعلى نور، وليس ضلالاً يسيرًا؛ بل ضلالاً مبينًا لا نهاية له.


الشرح