وطال عليهم الموقف،
يقولون: التمسوا من يشفع لنا إلى الله أن يخلصنا من هذا الموقف، فيأتون إلى آدم
أبي البشر عليه السلام يطلبون منه الشفاعة، فيعتذر؛ لأن هذا المقام مقام عظيم،
والرب قد غضب سبحانه وتعالى غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، فيأتون
إلى نوح عليه السلام ويطلبون منه أن يشفع لهم، فيعتذر عليه السلام، ويأتون إلى
موسى عليه السلام يطلبون منه الشفاعة فيعتذر، ويأتون إلى عيسى عليه السلام يطلبون
منه الشفاعة فيعتذر؛ لأن المقام مقام عظيم، كل واحد من هؤلاء يقول: نفسي نفسي،
فيأتون إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: أنا لها، فيتقدم، ويسجد بين يدي ربه
سبحانه وتعالى، ويدعو الله حتى يقال له: «أَيْ
مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَك وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ»،
بعد إذن الله سبحانه وتعالى، فيشفع في أهل الموقف، فينصرفون من الموقف إلى الحساب،
ويستريحون من الموقف بعدما سألوا أولي العزم الخمسة كلهم، فكلهم اعتذرَ إلا محمدًا
صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله في قوله: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ
بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا﴾ [الإسراء: 79]،
وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وسمي محمودًا لأنه يحمده عليه الأولون
والآخرون يوم القيامة.
الشاهد منه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيد الشفعاء لم يشفع عند الله إلا بعد أن يأذن له بالشفاعة، وهؤلاء يطلبون من الأموات والقبور الشفاعة دون أن يأذن الله لهم بذلك، ويطلبونها من غير الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم طلبها من الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد