وقال صلى الله عليه وسلم:
«اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، يُحَذِّرُ مَا فَعَلُوا ([2]).
****
الشرح
الوثن: كل ما يعبد
من دون الله، سواء كان صنمًا أو شجرًا أو حجرًا أو قبرًا، أما الصنم فهو خاص بما
يكون على صورة حيوان أو إنسان، فالوثن فيعم كل ما عبد من دون الله ومنه القبر،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» بمعنى: أن يغالى في قبره، ويستنجد
ويستغاث بالرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره، وبعض الزوار الجهال يعملون هذا
الشيء، فلذلك حمى الله قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يبرز مع القبور، وإنما
دفن في بيته صلى الله عليه وسلم؛ محافظة عليه مما جرى لقبور الأنبياء من قبله.
قالت عائشة رضي الله عنها: «وَلَوْلاَ
ذَلِكَ لَأَبْرَزَ قَبْرَهُ، وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» ([3]). فهذا إجابة لدعوته
صلى الله عليه وسلم في قوله: «اللَّهُمَّ
لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ»، فصانه الله عن ذلك، وفي ذلك يقول ابن
القيم رحمه الله:
فأجاب رب العالمين
دعاءه |
وأحاطه بثلاثة
الجدران |
حتى غدت أرجاؤه
بدعائه |
في عزةٍ وحماية وصِيَان |
([1]) أخرجه: مالك في الموطأ رقم (414).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد