وَاللَّهُ سبحانه وتعالى
أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَطَاعَتِهِ وَمُوَالاَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ،
وَأَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْنَا مِمَّا سِوَاهُمَا، وَضَمِنَ
لَنَا بِطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ مَحَبَّةَ اللَّهِ وَكَرَامَتَهُ، فَقال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ
ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [آل عمران: 31].
*****
الشرح
كما أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بعبادته وحده لا شريك له، كذلك أمرنا بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي يبين لنا هذه العبادة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى، وينهانا عن العبادة التي لا يرضاها الله سبحانه، وهذا معنى الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فلله جل وعلا حق على عباده، وهو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وللرسول صلى الله عليه وسلم حق على أمته أن يطيعوا ويحبوه أكثر مما يحبون أنفسهم والديهم وأولادهم والناس أجمعين؛ لأنه هو الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وهو الذي بيَّن لنا هذا الدين أتم بيان، ونهانا عما يخالفه، فاستوجب منا أن نحبه صلى الله عليه وسلم غاية المحبة، فنحبه أكثر مما نحب غيره من المخلوقين، فهو أحب المخلوقين إلى المؤمنين؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو الذي منَّ الله علينا برسالته، ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164] فهو صلى الله عليه وسلم تركنا على البيضاء ليلها كنهارها، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّتِي» ([1]). فاستوجب منا غاية المحبة بعد محبة الله سبحانه وتعالى،
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والبيهقي في الكبرى رقم (20337).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد