فهو أحب الخلق إلينا، ولكن لا تكفي محبته، بل لا بدَّ من طاعته واتباع
أوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]، وقال
جل وعلا: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ
فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ
حَفِيظٗا﴾ [النساء: 80]، وقال عز وجل: ﴿وَأَطِيعُواْ
ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [النور: 56]، ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ
تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [النور: 54].
هذه فوائد عظيمة في
طاعته صلى الله عليه وسلم، فلا تكفي المحبة، بل لا بد معها من الطاعة له فيما أمر
به وفيما نهى عنه، ومما نهى عنه البدع، فلا تحدث بدعًا وتقول: هذه من محبة الرسول
صلى الله عليه وسلم، ولا نغلوا فيه كما غلت النصارى في نبيهم، بل نثبت أنه عبد
الله ورسوله، ليس له في الربوبية شيء، ولا من العبادة شيء، وإنما هو عبد الله
ورسوله، وهذا أشرف مقام يناله المخلوق أن يكون عبدًا لله ورسولاً لله سبحانه
وتعالى.
وقد ذكر الله سبحانه
وتعالى علامة محبة الله أنها باتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن كان يزعم
أنه يحب الله، فليتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أمَّا من خالف هذا الرسول
وهو يزعم أنه يحب الله فهو كذاب، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن
كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي﴾ [ال عمران: 31]،
فعلامة محبة الله اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكفاه شرفًا أن الله جعل علامة
محبته اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، فما هي الثمرة إذا اتبعناه؟ ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ
وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [ال عمران: 31].
هذه ثمرات اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أننا ننال بذلك محبة الله؛ لأن الله يحبنا، والله يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المحسنين والمتقين، فمن نال محبة الله سعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ﴾ [المائدة: 54].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد