الْوَسَائِلِ». لا شك هذا هو المشروع؛ لأن
المحبة والطاعة والاتباع هذا عملك أنت تتوسل به إلى الله جل وعلا.
قوله: «وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِنَفْسِ ذَاتِهِ
مَعَ عَدَمِ التَّوَسُّلِ بِالإِْيمَانِ بِهِ وَطَاعَتِهِ، فَلاَ يَجُوزُ أَنْ
يَكُونَ وَسِيلَةً». التوسل بذات ليس وسيلة، ولا يقرب إلى الله.
قوله: «فَالْمُتَوَسِّلُ بِالْمَخْلُوقِ إذَا لَمْ
يَتَوَسَّلْ بِالإِْيمَانِ بِالْمُتَوَسَّلِ بِهِ وَلاَ بِطَاعَتِهِ» أي:
بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبطاعته، «فبأي شيء يتوسل؟»، فالذات ليس لها تأثير، إنما التوسل المشروع
بالرسول صلى الله عليه وسلم يكون بطاعته ومحبته، وبدعائه صلى الله عليه وسلم في
حياته.
فمجرد الذات ليست
وسيلة، وإنما التوسل بالعمل الذي يتعلق بهذه الذات، فتتوسل إلى الله باتباعهم
ومحبتهم وطاعتهم والاقتداء بهم، هذا عملك أنت، والتوسل بالأعمال الصالحة مشروع،
أما التوسل بذوات الأشخاص - سواء كان أنبياء أو غير أنبياء - فغير مشروع، وليس
فيها ما يسبب التوسل؛ لأن التوسل قربة إلى الله، وذات الشخص ليست قربة إلى الله
ولا طاعته؛ لأنه مخلوق كسائر المخلوقات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد