×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد الله عليه بصره، فرد الله عليه بصره، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم، والرجل الأعمى دعا لنفسه، فاجتمع الدعاءان: دعاء الأعمى لنفسه، ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له؛ فحصلت النتيجة، وهي أن الله رد عليه بصره.

كما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا أجدبوا، ويطلبون منه الدعاء لهم بالسقيا، فيدعو لهم ويستسقي لهم، فيسقون، ما توسلوا بذاته، وإنما توسلوا بدعائه صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وَقَوْلُهُ: «أَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ» أَيْ: بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ لِي»، ليس المقصود أتوجه بذاته، إنما المقصود بدعائه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له، وأمر الرجل أن يصلي وأن يدعو، فليس القصد التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما القصد التوسل بدعائه، وهذا شيء معروف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: «اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ» يفسر قوله: «أَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ» أي: أتوسل إليك بشفاعته لي عندك.

قوله: «فَالَّذِي فِي الْحَدِيثِ مُتَّفَقٌ عَلَى جَوَازِهِ، وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا نَحْنُ فِيه»، ليس فيه شك أنه غير ما نحن فيه، وهو التوسل بذات الشخص.


الشرح