لهم حق على الله أوجبه الله على نفسه، والله جل وعلا لا أحد يوجب عليه
شيئًا، وإنما هذا شيء تفضل الله به وأوجبه على نفسه سبحانه وتعالى، وهو أنه وعد
السائلين بالإجابة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَلاَّ يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا» ([1])، فهو حق أوجبه على
نفسه، وصفة من صفاته، فالذي يقول: أسألك بحق السائلين، أي: الحق الذي أوجبته على
نفسك بقولك: ﴿ٱدۡعُونِيٓ
أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾، فليس فيه متمسك للتوسل بالأشخاص.
وقوله تعالى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ
نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ﴾ [الأنعام: 54] أي: هو الذي كتب وأوجب على نفسه ذلك، لا
أن أحدًا فرض على الله شيئًا.
وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا
نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]، فهو حق أوجبه على نفسه أنه ينصر عباده
المؤمنين، فنحن نسأله بذلك.
بعض المعلقين على الحديث يعيب على الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ذكر هذا الحديث في آداب المشي إلى الصلاة، كأنه لم يطلع على كلام شيخ الإسلام هذا، فإن هذا الجواب واضح، والشيخ إنما ذكره في كشف الشبهات؛ لأنه ليس فيه أي شبهة، وليس فيه أي متعلق، فهذا مما يوجب على المعلقين والمحشين أن يتثبتوا قبل أن يكتبوا؛ لأن الحاشية والتعليق إذا كان خطأ يكون نقصًا في حق ذلك الشخص، ودليلاً على عدم علمه، فالإنسان لا يستعجل بالتعليق أو الحواشي دون تثبت.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد