×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا [التوبة: 111] أي: واجب على الله جل وعلا، ﴿فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ، لا أحد أوفى من الله جل وعلا، ﴿فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 111] فهذا مثل ما سبق أن الله أوجب على نفسه أنه اشترى من المؤمنين، مع أن أنفس المؤمنين وأموالهم ملك لله جل وعلا، ولكنه اشتراها منهم من باب التفضل والإحسان عليهم، ﴿ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم، هذا البيع، ﴿بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ هذا هو الثمن، والوثيقة التي أثبت فيها هذا البيع هي التوراة والإنجيل والقرآن؛ لأن العادة أن البيع يوثق ويكتب، فبيع المجاهدين أنفسهم وأموالهم لله موثق في التوراة والإنجيل والقرآن.

الشاهد منه: أنه حق أوجبه الله سبحانه وتعالى على نفسه، هو الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم؛ تفضلاً منه سبحانه، وإلا فأموالهم وأنفسهم ملك لله سبحانه وتعالى.


الشرح