وَفِي الصَّحِيحِ فِي
حَدِيثِ مُعَاذٍ رضي الله عنه: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ
وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إذَا فَعَلُوا
ذَلِكَ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمْ» ([1]). وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ
تَبَارَكَ وَتعالى أَنَّهُ - قَالَ: «يَا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ
عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْته بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَموا» ([2]).
وَإِذَا كَانَ
حَقُّ السَّائِلِينَ وَالْعَابِدِينَ لَهُ هُوَ الإِْجَابَةَ وَالإِْثَابَةَ
بِذَلِكَ، فَذَاكَ سُؤَالٌ لِلَّهِ بِأَفْعَالِهِ؛ كَالاِسْتِعَاذَةِ بِنَحْوِ
ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِرِضَاك مِنْ سَخَطِك،
وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِك، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً
عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك» ([3]).
فَالاِسْتِعَاذَةُ الَّتِي هِيَ فِعْلُهُ كَالسُّؤَالِ بِإِثَابَتِهِ الَّتِي هِيَ
فِعْلُهُ.
****
الشرح
قوله صلى الله عليه
وسلم: «وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى
اللَّهِ إذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمْ»، حق العباد على الله ألا
يعذب من لا يشرك به شيئًا، هذا حق أوجبه على نفسه، وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى
نَفْسِي». الله جل وعلا يوجب على نفسه أشياء ويحرم على نفسه أشياء، لا أن
أحدًا يحرم عليه، ولكنه هو الذي حرَّم على نفسه ذلك.
قوله: «وَإِذَا كَانَ حَقُّ السَّائِلِينَ وَالْعَابِدِينَ لَهُ هُوَ الإِْجَابَةَ وَالإِْثَابَةَ بِذَلِكَ، فَذَاكَ سُؤَالٌ لِلَّهِ بِأَفْعَالِهِ». الإجابة فعل من أفعال الله وصفة من صفاته الفعلية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد