وَإِذَا تَوَسَّلْنَا
بِدُعَائِهِمْ وَأَعْمَالِنَا كُنَّا مُتَوَسِّلِينَ إلَيْهِ تعالى بِوَسِيلَةٍ،
كَمَا قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ
فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 35]
وَالْوَسِيلَةُ هِيَ الأَْعْمَالُ الصَّالِحَةُ، وقال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ
رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57].
وَأَمَّا إذَا
لَمْ نَتَوَسَّلْ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِدُعَائِهِمْ وَلاَ بِأَعْمَالِنَاـ
وَلَكِنْ تَوَسَّلْنَا بِنَفْسِ ذَوَاتِهِمْ، لَمْ يَكُنْ نَفْسُ ذَوَاتِهِمْ
سَبَبًا يَقْتَضِي إجَابَةَ دُعَائِنَا، فَكُنَّا مُتَوَسِّلِينَ بِغَيْرِ
وَسِيلَةٍ، وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا مَنْقُولاً عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم نَقْلاً صَحِيحًا وَلاَ مَشْهُورًا عَنِ السَّلَفِ.
****
الشرح
قوله: «وَإِذَا تَوَسَّلْنَا بِدُعَائِهِمْ وَأَعْمَالِنَا»، ما قال: بدعائهم وأعمالهم، «كُنَّا مُتَوَسِّلِينَ إلَيْهِ تعالى بِوَسِيلَةِ»، هي الوسيلة المشروعة، كما في قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: 35] أي: العبادة، ودعاء أخيك لك هذه عبادة. والوسيلة: هي العمل الصالح، سمي وسيلة؛ لأنه يقربك إلى الله سبحانه وتعالى، الوسيلة معناها القرب؛ خلافًا للخرافيين والقبوربين الذين يقولون: الوسيلة أن تجعل بينك وبين الله واسطة من الموتى يشفعون لك، ويدعون لك، فتذبح لهم، وتنذر لهم، وتطوف بقبورهم، وتستغيث بهم، هكذا يفسرون الوسيلة والعياذ بالله. لكن الصحيح أن الوسيلة هي العمل الصالح والعبادة لله عز وجل، كما في قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد