×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

أي: القرب منه سبحانه وتعالى؛ فهؤلاء الذين يدعهم المشركون - وهم المسيح وأمه وعُزَير - عِباد لله يبتغون إلى ربهم الوسيلة، ﴿أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ [الإسراء: 57].

فكيف يُدعون مع الله، ويُتقرب إليهم بالعبادة، وهم أنفسهم يعبدون الله، ويبتغون إليه الوسيلة، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه؟

قوله: «وَأَمَّا إذَا لَمْ نَتَوَسَّلْ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِدُعَائِهِمْ وَلاَ بِأَعْمَالِنَا، وَلَكِنْ تَوَسَّلْنَا بِنَفْسِ ذَوَاتِهِمْ، لَمْ يَكُنْ نَفْسُ ذَوَاتِهِمْ سَبَبًا يَقْتَضِي إجَابَةَ دُعَائِنَا». الذات ليس لها علاقة ولا تأثير عند الله جل وعلا، ولا فرق بين الذوات؛ إنما الفرق في العمل الصالح والدعاء والعبادة والتقرب إلى الله، هذا هو الفرق.

قوله: «فَكُنَّا مُتَوَسِّلِينَ بِغَيْرِ وَسِيلَةٍ» أي: بغير طاعة، وغير قربة.

قوله: «وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا مَنْقُولاً عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَقْلاً صَحِيحًا وَلاَ مَشْهُورًا عَنِ السَّلَفِ». التوسل بالذوات لَمْ يَكُنْ مَنْقُولاً عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَقْلاً صَحِيحًا، فقد ينقل بحديثٍ موضوع، أو حديثٍ ضعيف، وهذا لا قيمة له.


الشرح