قِيلَ: مَنْ قَصَدَ هَذَا
الْمَعْنَى فَهُوَ مَعْنًى صَحِيحٌ، لَكِنْ لَيْسَ هَذَا مَقْصُودَ عَامَّةِ
هَؤُلاَءِ، فَمَنْ قَالَ: أَسْأَلُكَ بِإِيمَانِي بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَنَحْوِ
ذَلِكَ، أَوْ بِإِيمَانِي بِرَسُولِك وَمَحَبَّتِي لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَقَدْ
أَحْسَنَ فِي ذَلِكَ، كَمَا قال تعالى فِي دُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا
سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ
رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل عمران: 193]. وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا
عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [آل عمران: 16]. وقال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا
وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾ [المؤمنون: 109]. وقال تعالى: ﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53].
****
الشرح
قوله: «قِيلَ: مَنْ قَصَدَ هَذَا الْمَعْنَى فَهُوَ
مَعْنًى صَحِيحٌ»، لكن هم لا يقصدون هذا المعنى فيما بينهم، بل لا يعرفون هذا
المعنى ولا درسوه، فهم يقصدون الذوات.
قوله: «لَكِنْ لَيْسَ هَذَا مَقْصُودَ عَامَّةِ
هَؤُلاَءِ»؛ لأنهم لا يعرفون المعنى الأول، إنما يعرفون المعنى الثاني، وهو
الإقسام بذوات المخلوقين على الله، وهذا لا يجوز.
قوله: «كَمَا قال تعالى فِي دُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل عمران: 193]، توسلوا إلى الله بإيمانهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا دعاء عظيم؛ لأنهم توسلوا بإيمانهم بالرسول، ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ﴾، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، فآمنوا به؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد