كما قال الحواريون: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ
أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53].
فهذا توسل بالعمل الصالح، هذا الذي جاء في القرآن، أما التوسل بالأشخاص فلم
يأت به لا كتاب ولا سُنة.
يقول الله جل وعلا لأهل النار يوم القيامة: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡ عِبَادِي﴾ أي: في الدنيا ﴿إِنَّهُۥ
كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا
وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ ١٠٩فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ
ذِكۡرِي وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ ١١٠﴾ [المؤمنون: 109- 110]. في الدنيا يسخرون من
المؤمنين ومن دعائهم لله عز وجل، فالله وبخهم يوم القيامة إذا دخلوا النار.
الشاهد فيه: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا﴾، فهم توسلوا إلى الله بالإيمان.
وقوله تعالى:
﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]، هذا قول
الحواريين أتباع عيسى عليه السلام، توسلوا إلى الله بإيمانهم بالله واتباعهم
للرسول، وهو عيسى عليه السلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد