×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتنِي فَأَطَعْت وَدَعَوْتَنِي فَأَجَبْت، وَهَذَا سَحَرٌ فَاغْفِرْ لِي ([1]).

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ أَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إلَى الْغَارِ وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِم الصَّخْرَةُ، ثُمَّ دَعَوْا اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِأَعْمَالِهِم الصَّالِحَةِ، فَفَرَّجَ عَنْهُمْ، وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

****

الشرح

قوله: «وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتنِي فَأَطَعْت، وَدَعَوْتَنِي فَأَجَبْت، وَهَذَا سَحَرٌ فَاغْفِرْ لِي». كذلك ابن مسعود رضي الله عنه توسل إلى الله بإجابته لدعوة الله، وطاعته لأمر الله، وهذا عمل صالح، فتوسل إلى الله بعمله الصالح - الطاعة والإجابة - وفي وقت السحر الذي هو من آكد أوقات الإجابة، فقد توسل إلى الله بأمور:

أولاً: إجابته لدعوة الله.

ثانيًا: طاعته لأمر الله.

ثالثًا: توسل إلى الله بأن هذا الوقت وقت الإجابة وقت السحر.

قوله: «وَمِنْ هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ أَصَابَهُمُ الْمَطَرُ فَأَوَوْا إلَى الْغَارِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِم الصَّخْرَةُ...»، هذا حديث الثلاثة ممن كان قبلنا قصَّه النبي صلى الله عليه وسلم علينا، وهو ثابت في الصحيحين: أن ثلاثة آواهم المبيت، فدخلوا في غار يبيتون فيه، فانطبقتْ صخرة وسدتْ باب الغار، فلم يستطيعوا الخروج، ماذا يعملون؟! قالوا: إنه لا ينقذكم إلا أن تتوسلوا إلى الله بصالح أعمالكم، فأحدهم توسل إلى الله سبحانه وتعالى


الشرح

([1])  أخرجه: الطبري في تفسيره (3/ 208).