وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ العجلانيُّ وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ إبْرَاهِيمَ قَالاَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ المريُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَْنْصَارِ وَهُوَ مَرِيضٌ ثَقِيلٌ، فَلَمْ
نَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ فَبَسَطْنَا عَلَيْهِ ثَوْبَهُ وَلَهُ أُمٌّ عَجُوزٌ
كَبِيرَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَالْتَفَتَ إلَيْهَا بَعْضُنَا وَقَالَ: يَا هَذِهِ
احْتَسِبِي مُصِيبَتَكِ عِنْدَ اللَّهِ، قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ مَاتَ ابْنِي؟
قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَتْ: أَحَقٌّ مَا تَقُولُونَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَمَدَّتْ
يَدَيْهَا إلَى اللَّهِ فَقَالَت: اللَّهُمَّ إنَّك تَعْلَمُ أَنِّي أَسْلَمْتُ
وَهَاجَرْتُ إلَى رَسُولِك رَجَاءَ أَنْ تَعْقُبَنِي عِنْدَ كُلِّ شَدَّةٍ
فَرَجًا، فَلاَ تَحْمِلْ عَلَيَّ هَذِهِ الْمُصِيبَةَ الْيَوْمَ، قَالَ:
فَكَشَفَتِ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى طَعِمْنَا مَعَهُ ([1]).
وَرُوِيَ فِي
كِتَابِ الْحِلْيَةِ لأَِبِي نُعَيْمٍ: أَنَّ دَاوُدَ قَالَ: بِحَقِّ آبَائِي
عَلَيْكَ إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، فَأَوْحَى اللَّهُ تعالى إلَيْهِ:
يَا دَاوُد، وَأَيُّ حَقٍّ لآِبَائِك عَلَيَّ؟. وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ
الأَْدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ، فالإِسْرَائيليَّاتُ يُعْتَضَدُ بِهَا وَلاَ
يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا.
وَقَدْ مَضَتِ
السُّنَّةُ أَنَّ الْحَيَّ يُطْلَبُ مِنْهُ الدُّعَاءُ كَمَا يُطْلَبُ مِنْهُ
سَائِرُ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ؛ وَأَمَّا الْمَخْلُوقُ الْغَائِبُ وَالْمَيِّتُ
فَلاَ يُطْلَبُ مِنْهُ شَيْءٌ.
****
الشرح
قوله: «عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَْنْصَارِ وَهُوَ مَرِيضٌ ثَقِيلٌ، فَلَمْ نَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ...»، فيه أن هذه المرأة لما مات ابنها وهي كبيرة السن توسلت إلى الله بأن يحييه لها، توسلت إلى الله بهجرتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وبطاعتها لله، فأحياه الله بعد موته،
([1]) مجابو الدعوة (ص:44).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد