وقام وأكل معهم الطعام،
والله على كل شيء قدير، يحيي الموتى، فاستجاب الله لهذه المرأة، وأحيا لها ابنها،
توسلتْ إليه بعملها الصالح.
قوله: «فَأَوْحَى اللَّهُ تعالى إلَيْهِ: يَا
دَاوُد، وَأَيُّ حَقٍّ لآِبَائِك عَلَيَّ؟! وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ
الأَْدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ»، فيه أن داود عليه السلام توسل إلى الله بحق
النبيين من آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وهو نبي من أنبياء الله؛ فدلَّ على أن
التوسل بحق الأنبياء والصالحين على الله لا بأس به؛ لأنه حق أوجبه الله على نفسه،
كما سبق حق السائلين، لكن هذا الحديث من الإسرائيليات؛ أي: مما يروى عن بني
إسرائيل، وما يروى عن بني إسرائيل إن جاء شرعنا تصديقه فإنه يقبل ويصدق، وإن جاء
شرعنا تكذبيه فإنه يكذب، وإن سكت عنه شرعنا ولم تصدقه ولم يكذبه، فإنه لا يصدق ولا
يكذب، ولا يستدل به، لكن يستأنس به مع الأدلة الصحيحة.
قوله: «فالإسرائيلياتُ يُعْتَضَدُ بِهَا وَلاَ يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا»، إذا وافقت أدلة صحيحة فإنها يعتضد بها وتقبل، أما إذا لم توافق الأدلة، فإنها لا تصدق ولا تكذب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا حَدَّثَكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ، وقولوا: آمنَّا بِالَّذي أُرْسِلَ إِلَيْنَا وَأُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» ([1])، لأنك إن كذبته يمكن أن يكون صحيحًا، وإن صدقته يمكن أن يكون كاذبًا، فتتوقف في الإسرائيليات إلا ما يعتضده دليل من شرعنا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3644)، وأحمد رقم (17225).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد