فإنه يدعو في المسجد
مستقبلاً القبلة، ولا علاقة لذلك بالقبور، إنما هذا دعاء في مسجد الرسول صلى الله
عليه وسلم، وأيضًا يستقبل في دعائه القبلة التي هي الكعبة؛ لأنها قبلة المسلمين في
الدعاء والصلاة والعبادات التي شرع الله استقبالها؛ أمَّا القبور فليست قبلة.
حتى لما قال المعطلة
في الصفات: إن المسلم بعد الوضوء يرفع بصره إلى السماء ويقول بالدعاء؛ لأن السماء
قبلة الداعي، ردَّ عليهم العلماءُ وقالوا: ليس هذا من أجل أن السماء قبلة الداعي،
بل القبلة هي الكعبة، وإنما هذا إشارة إلى علو الله سبحانه وتعالى. فهم يريدون أن
يحرفوا الكلم عن مواضعه؛ لأن هذا يدل على علو الله، فقالوا: لأن السماء قبلة
الدعاء. لا لأن الله فوق سماواته، تعالى الله عمَّا يقولون.
فليس هناك قبلة للدعاء ولا للصلاة إلا الكعبة المشرفة، ولا يشرع استقبال القبور في الدعاء، لا قبر الرسول ولا غيره، وبعض الجهال أو الضلال إذا سلموا على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، رفعوا أيديهم مستقبلين القبر ويدعون، ويقفون طويلاً، وهذا ضلال وبدعة، نسأل اللهَ العافية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد