مخاطبتهم بالسلام وليست
مخاطبتهم بالدعاء، كأن تقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر،
السلام عليك يا عمر، هذا ليس دعاء، هذا سلامٌ على الأموات، ولا مانع إن زرتَ الميت
أن تسلم عليه وأن تدعو له، هذا ينفع الميت؛ أمَّا العكس أن تطلب من الميتِ أن يدعو
لك، فهذا لم يقله أحد من أهل العلم.
الحاصل: أن السلام
على أهل القبور لا يدخل فيما سبق؛ لأنه ليس استغاثة بالميت وطلب من الميت، وإنما
هو دعاء له بالمغفرة والسلامة.
قوله: «كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ إذَا زَارُوا الْقُبُورَ أَنْ يَقُولَ قَائِلُهُمْ» أي:
من الأدلة على أن السلام على الأموات ومخاطبتهم بالسلام جائز: أنَّ الرسول صلى
الله عليه وسلم أمر من يمر على القبور أن يدعو لهم ويسلم عليهم، وليس هذا من دعاء
الأموات، وإنما هو من الدعاء لهم، وهم بحاجة إلى هذا.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ
الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ
بِكُمْ لاَحِقُونَ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ»، هذا ليس فيه دعاء
الأموات، وإنما دعاء الله للزائر والمزور، وهو الميت.
قوله: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ؛ إلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَليْه السَّلام» هذا - إن صح هذا الحديث - رد برزخي من الحياة البرزخية، وليس كما يكون في الدنيا، وإنما هذا من أمور الآخرة، فلا يقال: أنتم تقولون: إنَّه ميت، ولكن إذا دعيناه صار حيًّا، نقول: لا، هذه حياة برزخية ليست مثل الحياة الدنيا، فإذا سلمت على الميت - سواء كان الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من المؤمنين - رد الله عليه روحه ردًّا برزخيًّا، كما ترد على العبد روحه عندما يأتيه الملكان فيقعدانه ويسألانه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد