وكان صلى الله عليه وسلم وهو في سياق الموت يخاف على أمته أن يغلوا في
قبره، كما غلت اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم، فقال وهو يقاسي سكرات الموت: «إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا
يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ
مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ»، قالت عائشة رضي الله عنها: «وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَأَبْرَزَ قَبْرَه»
أي: لدُفن مع أصحابه في البقيع، غير أنه خشي لو دفن في البقيع أن يتخذ مسجدًا،
يذهبون يصلون عنده وإليه، ويدعونه، فصيانةً له دُفن في بيته وحجرته، غير أنه خشي
أن يتخذ مسجدًا.
فهذا فيه الاحتياطات
للعقيدة، والبعد عن أسباب الشرك، وسد الوسائل المفضية إلى الشرك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد