قوله: «كَمَا
تَفْعَلُ الْمَلاَئِكَةُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ، وَهُمْ إنَّمَا يُطِيعُونَ أَمْرَ
رَبِّهِمْ، لاَ يُطِيعُونَ أَمْرَ مَخْلُوقٍ». لا يجوز لك أن تطلب من الملائكة
أن يستغفروا لك؛ لأنهم من عالم الغيب، وإن كانوا يستغفرون للذين آمنوا كما أخبر
الله، ﴿وَيَسۡتَغۡفِرُونَ
لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ﴾ [غافر: 7]، ﴿وَيَسۡتَغۡفِرُونَ
لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ﴾ [الشورى: 5]، لكن هذا لا يجوز لك أن تطلب منهم أن
يستغفروا لكَ؛ لأن الله لم يشرع هذا؛ لأنهم من عالم الغيب.
قوله: «فَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ إلاَّ بِأَمْرِهِ
سبحانه وتعالى »، كما في قوله تعالى: ﴿وَهُم
بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27].
قوله: «وَلاَ يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ الشَّيْءِ فِي
حَيَاتِهِ جَوَازُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ». هذا الذي ذكرنا، أما المخرفون يقولون:
الموت والحياة سواء، إذا كان يفعل هذا ويطلب منه في حياته، فيطلب منه بعد موته،
فنقول لهم: هناك فرق بين الحياة والموت، فالميت تتزوج امرأته، ويقسم ماله، ولا
يسأل عن شيء من المشكلات الدنيوية؛ أما الحي فيقدر على التصرف وإعانة من استعان به
فيما يقدر عليه.
قوله: «فَإِنَّ بَيْتَهُ كَانَتِ الصَّلاَةُ فِيهِ
مَشْرُوعَةً». الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيته، وكانت الصلاة فيه
مشروعة، أما بعد أن دفن في الحجرة فلا تجوز الصلاة في هذه الحجرة.
قوله: «وَكَانَ يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ مَسْجِدًا، وَلَمَّا دُفِنَ فِيهِ حَرُمَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا»؛ لأنه نهى عن اتخاذ القبور مساجد، ونهى أن يعظم قبره ويغالى فيه، وقال: «اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ» ([1]).
([1]) أخرجه: مالك في الموطأ رقم (414).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد