بَلْ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ
ذِكْرٍ لِلَّهِ تعالى وَدُعَاءٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ - كَمَا أَنَّ مُوسَى يُصَلِّي
فِي قَبْرِهِ ([1])، وَكَمَا صَلَّى
الأَْنْبِيَاءُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ([2]) وَتَسْبِيحِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالْمَلاَئِكَةِ فَهُمْ يُمَتَّعُونَ بِذَلِكَ وَهُمْ
يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِحَسَبِ مَا يَسَّرَهُ اللَّهُ لَهُمْ وَيُقَدِّرُهُ لَهُمْ،
لَيْسَ هُوَ مِنْ بَابِ التَّكْلِيفِ الَّذِي يَمْتَحِنُ بِهِ الْعِبَادَ.
****
الشرح
قوله: «بَلْ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ ذِكْرٍ لِلَّهِ
تعالى وَدُعَاءٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ - كَمَا أَنَّ مُوسَى يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ؛
وَكَمَا صَلَّى الأَْنْبِيَاءُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ». كون
الميت يذكر الله هذا شيء خاص به، ما يستغفر الله للناس أو يدعو للناس، وإنما يدعو
لنفسه فقط إذا ثبت هذا، وكما روي أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لما أسري به مر
على موسى عليه السلام وهو يصلي في قبره، هذا ليس من باب التكليف، أو أن الصلاة
واجبة عليه كما كان في الحياة، إنما هذا شيء يتمتع به الميت، ويتوسع به في قبره
مما يسره الله له، فالمؤمن يكون في نعيم وفي روضة من رياض الجنة، فقد يذكر الله
ويصلي، هذا إذا ثبت أن موسى عليه السلام يصلي في قبره.
كذلك النبي صلى الله عليه وسلم أحضر له الأنبياء في بيت المقدس وصلى بهم، فكونهم صلوا خلف الرسول صلى الله عليه وسلم هذه صلاة برزخية ليست مثل الصلاة في الدنيا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2375).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد