كما كانوا يفعلون ذلك في حياته، وإنما عدلوا إلى عمه العباس رضي الله عنه؛
لأنه حي حاضر، فطلبوا منه الدعاء.
قوله: «وَقَدْ تَبَيَّنَ مَا فِي لَفْظِ
التَّوَسُّلِ مِنَ الاِشْتِرَاكِ بَيْنَ مَا كَانَتِ الصَّحَابَةُ تَفْعَلُهُ
وَبَيْنَ مَا لَمْ يَكُونُوا يَفْعَلُونَهُ»، التوسل لفظ مشترك يراد به المعنى
الصحيح، وهو التوسل بدعاء الحي الحاضر، هذا جائز، أما التوسل بجاه الميت أو بجاه
الحي، فلا يسأل الله بجاه أحد ولا بحق أحد حيًّا، سواء كان حيًّا أو ميتًا، وهذا
بدعة؛ لأنه لم يرد ما يدل على جوازه، فالله جل وعلا لا يقسم عليه بأحد من خلقه،
وهو سبحانه ليس عليه حق واجب لخلقه إلا ما أوجبه هو تبارك وتعالى على نفسه.
قوله: «فَإِنَّ لَفْظَ التَّوَسُّلِ وَالتَّوَجُّهِ فِي عُرْفِ الصَّحَابَةِ وَلُغَتِهِمْ، هُوَ التَّوَسُّلُ وَالتَّوَجُّهُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ»، يطلبون من الحي أن يدعو الله لهم إذا كان حاضرًا عندهم، ولا يطلبون من الميت أن يدعو الله لهم، ولا يستغيثون بجاه الميت أو حق الميت؛ لأن هذا كله ممنوع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد