وَلِهَذَا يَجُوزُ أَنْ
يَتَوَسَّلَ وَيَتَوَجَّهَ بِدُعَاءِ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُ
النَّاسِ مِنَ الْمَشَايِخِ الْمَتْبُوعِينَ يَحْتَجُّ بِمَا يَرْوِيهِ عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إذَا أَعْيَتْكُمُ الأُْمُورُ
فَعَلَيْكُمْ بِأَهْلِ الْقُبُورِ، أَوْ فَاسْتَعِينُوا بِأَهْلِ الْقُبُورِ»،
فَهَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ مُفْتَرًى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
بِإِجْمَاعِ الْعَارِفِينَ بِحَدِيثِهِ، لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ
بِذَلِكَ، وَلاَ يُوجَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمُعْتَمَدَةِ.
وَقَدْ قال تعالى: ﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي
لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: 58].
وَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ بِالاِضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ أَنَّهُ غَيْرُ
مَشْرُوعٍ، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَمَّا هُوَ أَقْرَبُ مِنْ
ذَلِكَ عَنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَعَنَ أَهْلَهُ
تَحْذِيرًا مِنَ التَّشَبُّهِ بِهِمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَصْلُ عِبَادَةِ
الأَْوْثَانِ.
****
الشرح
قوله: «وَلِهَذَا يَجُوزُ أَنْ يَتَوَسَّلَ
وَيَتَوَجَّهَ بِدُعَاءِ كُلِّ مُؤْمِنٍ». طلب الدعاء من الحي جائز إذا كان
حاضرًا، ومنه طلب الناس - من النبي صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة أن يدعو الله
لهم بفصل القضاء منهم؛ لأنه حينذاك يكون حيًّا حاضرًا.
قوله: «وَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ مِنَ الْمَشَايِخِ الْمَتْبُوعِينَ يَحْتَجُّ بِمَا يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إذَا أَعْيَتْكُمُ الأُْمُورُ فَعَلَيْكُمْ بِأَهْلِ الْقُبُور»». يحتج بعض المفتونين ممن يسمون المشايخ بحديث مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذَا أَعْيَتْكُمُ الأُْمُورُ فَعَلَيْكُمْ بِأَهْلِ الْقُبُورِ»، وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن كما سبق وتكرر أن المبتدعة والمشركين ليس عندهم أدلة إلا حكايات، أو أحاديث مكذوبة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد