أو يحضر لهم حوائجهم،
ويقولون: هذا هو الميت، سمع دعاءنا فأنقذنا وأغاثنا. وهو شيطان؛ لأن الميت لا يخرج
من قبره، ولا يرجع إلى الدنيا، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ
كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا يَرۡجِعُونَ
٣١وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ ٣٢﴾ [يس: 31- 32]،
الميت لا يخرج من القبر أبدًا، وهم يقولون: هو يخرج ويأتي. وما هو إلا شيطان دعاهم
إلى الشرك، وتمثل لهم في صورة من يدعونه ويستغيثون به.
قوله: «وَبَعْضُ ذَلِكَ صِدْقٌ؛ لَكِنْ لاَ بُدَّ
أَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَذِبٌ؛ بَلِ الْكَذِبُ أَغْلَبُ عَلَيْهِ مِنَ
الصِّدْقِ». قد يصدق الشيطانُ في بعض الأحيان من أجل الفتنة، لكن الغالب عليه
والكثير منه الكذب، فلا يصدق بشيء كثير من أجل شيء قليل حصل لأجل الفتنة والغرور
والعياذ بالله، وهذا مثل حال الكاهن، فربما يسمع الشيطان كلمة من كلام الملائكة
فيلقيها إلى الكاهن، والكاهن يكذب معها مائة كذبة، ويحدث الناس بأنه سيحصل كذا،
وسيكون كذا، فيصدقونه بسبب الكلمة التي سمعت من السماء، كذلك الشياطين يعملون مع
عباد القبور مثلما يعملون مع الكهان، فالشياطين يعاملون الكهان وعبَّاد القبور
معاملة واحدة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد