×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ تَمَثَّلَ عَلَى صُورَتِهِ لِيُضِلَّ الْمُشْرِكَ بِهِ الْمُسْتَغِيثَ بِهِ، كَمَا تَدْخُلُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَْصْنَامِ وَتُكَلِّمُ عَابِدِيهَا وَتَقْضِي بَعْضَ حَوَائِجِهِمْ، كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي أَصْنَامِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَهُوَ الْيَوْمَ مَوْجُودٌ فِي الْمُشْرِكِينَ مِنَ التُّرْكِ وَالْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ، وَأَعْرِفُ مِنْ ذَلِكَ وَقَائِعَ كَثِيرَةً فِي أَقْوَامٍ اسْتَغَاثُوا بِي وَبِغَيْرِي فِي حَالِ غَيْبَتِنَا عَنْهُمْ، فَرَأَوْنِي أَوْ ذَاكَ الآْخَرَ الَّذِي اسْتَغَاثُوا بِهِ قَدْ جِئْنَا فِي الْهَوَاءِ وَدَفَعْنَا عَنْهُمْ، وَلَمَّا حَدَّثُونِي بِذَلِكَ بَيَّنْتُ لَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ إنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ تَصَوَّرَ بِصُورَتِي وَصُورَةِ غَيْرِي مِنَ الشُّيُوخِ الَّذِينَ اسْتَغَاثُوا بِهِمْ؛ لِيَظُنُّوا أَنَّ ذَلِكَ كَرَامَاتٌ لِلشَّيْخِ، فَتَقْوَى عَزَائِمُهُمْ فِي الاِسْتِغَاثَةِ بِالشُّيُوخِ الْغَائِبِينَ وَالْمَيِّتِينَ، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ الأَْسْبَابِ الَّتِي بِهَا أَشْرَكَ الْمُشْرِكُونَ وَعَبَدَةُ الأَْوْثَانِ.

****

الشرح

قوله: «كَمَا تَدْخُلُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَْصْنَامِ وَتُكَلِّمُ عَابِدِيهَا وَتَقْضِي بَعْضَ حَوَائِجِهِمْ». الشياطين تدخل في الأصنام، وتكلم عابديها بأنها تسمع دعاءهم، وستقضي حوائجهم، فيسمعون الكلام ويظنونه كلام الصنم، وهو كلام الشيطان الذي دخل في الصنم، وهذا من باب الفتنة.

ولما جاء خالد بن الوليد رضي الله عنه يهدم العزى خرجتْ منها عجوز ناشرة شعرها، فأقبل خالدُ بن الوليد بالسيف إليها وهو يقول:

يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لاَ سُبْحَانَكِ

إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ


الشرح