فضربها بالسيف، فجزلها باثنتين، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره، فقال: «نَعَمْ، تِلكَ العُزَّى»
أي: شيطان، «وَقَدْ يَئستْ أَنْ تُعْبدَ
بِبِلاَدِكُمْ أَبَدًا» ([1])، فهذا يدل على أن
الشياطين تدخل في الأصنام وتخاطب الناس.
قوله: «كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي أَصْنَامِ مُشْرِكِي
الْعَرَبِ»، كما في العزى في قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه.
قوله: «وَهُوَ الْيَوْمَ مَوْجُودٌ فِي
الْمُشْرِكِينَ مِنَ التُّرْكِ وَالْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ»، الأصنام والأوثان
تدخل فيها الشياطين وتخاطبهم وتكلمهم، ويظنون أنها الأصنام، مع أن الأصنام حجارة
وتماثيل لا تتكلم ولا تسمع ولا تبصر، لكن الشيطان دخل فيها وصار يكلمهم، أو صار
عندها وهم لا يرونه، أو يتمثل لهم في صورة من يعظمونه.
قوله: «وَأَعْرِفُ مِنْ ذَلِكَ وَقَائِعَ كَثِيرَةً».
الشيخ رحمه الله يعرف أنه يحصل من هذه الأمور وقائع كثيرة؛ ومن ذلك أن الشيطان
يتمثل لعابدي هذه الأشياء فيُغريهم - والعياذ بالله - فهو رحمه الله لا ينقل فقط،
وإنما يخبر عن مشاهدة.
قوله: «وَلَمَّا حَدَّثُونِي بِذَلِكَ بَيَّنْتُ لَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ إنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ تَصَوَّرَ بِصُورَتِي وَصُورَةِ غَيْرِي مِنَ الشُّيُوخِ الَّذِينَ اسْتَغَاثُوا بِهِمْ». لما نادى هؤلاء الشيخ رحمه الله واستغاثوا به جاءهم الشيطان في صورة ابن تيمية، فلما قدم عليهم أخبروه بذلك، فبيَّن لهم أن هذا شيطانًا أتاهم ليفتنهم.
([1]) أخرجه: الواقدي في المغازي (6/ 873)، والأزرقي في أخبار مكة (1/ 122).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد