وَكَذَلِكَ
الْمُسْتَغِيثُونَ مِنَ النَّصَارَى بِشُيُوخِهِم الَّذِينَ يُسَمُّونَهُم «العلامس»،
يَرَوْنَ أَيْضًا مَنْ يَأْتِي عَلَى صُورَةِ ذَلِكَ الشَّيْخِ النَّصْرَانِيِّ الَّذِي
اسْتَغَاثُوا بِهِ فَيَقْضِي بَعْضَ حَوَائِجِهِمْ.
وَهَؤُلاَءِ
الَّذِينَ يَسْتَغِيثُونَ بِالأَْمْوَاتِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ
وَالشُّيُوخِ وَأَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، غَايَةُ أَحَدِهِمْ
أَنَّ يُجْرَى لَهُ بَعْضُ هَذِهِ الأُْمُورِ، أَوْ يُحْكَى لَهُمْ بَعْضُ هَذِهِ
الأُْمُورِ، فَيَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ كَرَامَةٌ وَخَرْقُ عَادَةٍ بِسَبَبِ هَذَا
الْعَمَلِ.
وَمِنْ هَؤُلاَءِ
مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ الشَّيْخِ الَّذِي يُشْرِكُ بِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِ،
فَيَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْهَوَاءِ طَعَامٌ أَوْ نَفَقَةٌ أَوْ سِلاَحٌ أَوْ
غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَطْلُبُهُ، فَيَظُنُّ ذَلِكَ كَرَامَةً لِشَيْخِهِ؛
وَإِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ. وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ
الأَْسْبَابِ الَّتِي عُبِدَتْ بِهَا الأَْوْثَانُ.
****
الشرح
قوله: «وَكَذَلِكَ الْمُسْتَغِيثُونَ مِنَ
النَّصَارَى بِشُيُوخِهِم الَّذِينَ يُسَمُّونَهُمْ «العلامس»، يَرَوْنَ
أَيْضًا مَنْ يَأْتِي عَلَى صُورَةِ ذَلِكَ الشَّيْخِ النَّصْرَانِيِّ». هذا حاصل
للأمم السابقة أنَّ الشيطان يتمثل في صورة الميت أو صورة الغائب، ويكلم من يدعونه
أو يستغيثون به، فيفتنون ويظنون أن هذا الشيخ الميت أو الغائب قد ظهر لهم وخاطبهم
وقضى حوائجهم.
قوله: «غَايَةُ أَحَدِهِمْ أَنَّ يُجْرَى لَهُ بَعْضُ هَذِهِ الأُْمُورِ، أَوْ يُحْكَى لَهُمْ بَعْضُ هَذِهِ الأُْمُورِ، فَيَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ كَرَامَةٌ وَخَرْقُ عَادَةٍ بِسَبَبِ هَذَا الْعَمَلِ»، إذا حصلت هذه الأمور، وتمثلت الشياطين لهم في صورة من يدعونهم ويعظمونهم، ظنوا أن هذا كرامة، ويقولون: هذه من كرامات الأولياء. وما هذه إلا خوارق الشيطان، وليست كرامات؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد