×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَإِنَّمَا ظَهَرَتْ هَذِهِ الأَْحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ الَّتِي أَسْبَابُهَا الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ بِحَسَبِ ظُهُورِ أَسْبَابِهَا؛ فَحَيْثُ قَوِيَ الإِْيمَانُ وَالتَّوْحِيدُ وَنُورُ الْفُرْقَانِ وَالإِْيمَانِ، وَظَهَرَتْ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ضَعُفَتْ هَذِهِ الأَْحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ، وَحَيْثُ ظَهَرَ الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ قَوِيَتْ هَذِهِ الأَْحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ، وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ هَذَا، وَهَذَا الَّذِي تَكُونُ فِيهِ مَادَّةٌ تَمُدُّهُ لِلإِْيمَانِ وَمَادَّةٌ تَمُدُّهُ لِلنِّفَاقِ، يَكُونُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْحَالِ وَهَذَا الْحَالِ.

****

الشرح

قوله: «وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ هَذَا وَهَذَا....». قد يكون الإنسان وليًّا لله خالصًا، وقد يكون وليًّا للشيطان من بعض الأحوال، ووليًّا لله من بعض الأحوال؛ لأن الناس على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من هو ولي لله ولاية خالصة، مثل: الأنبياء، والرسل، وأولياء الله، والصحابة رضي الله عنهم، والتابعين، والقرون المفضلة.

القسم الثاني: من هو ولي للشيطان ولاية خالصة، وليس فيه إيمان ألبتة.

القسم الثالث: من فيه هذا وهذا، فهو على حسب ما يغلب عليه، فيه ولاية لله في طاعة الله وتوحيده، وفيه ولاية للشيطان، وطاعته للشيطان وطاعته لهواه، وما أشبه ذلك، فأصحاب الكبائر التي دون الشرك فيهم ولاية لله، وفيهم ولاية للشيطان، ليسوا كفارًا خالصين، وليسوا مؤمنين خالصين.


الشرح