×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَالْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي الإِْسْلاَمِ مِثْلُ البخشية والطونية وَالْبُدَّى وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَشُيُوخِهِم الَّذِينَ يَكُونُونَ لِلْكُفَّارِ مِنَ التُّرْكِ وَالْهِنْدِ الْجَوَارِ وَغَيْرِهِمْ، تَكُونُ الأَْحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ فِيهِمْ أَكْثَرَ، وَيَصْعَدُ أَحَدُهُمْ فِي الْهَوَاءِ وَيُحَدِّثُهُمْ بِأُمُورٍ غَائِبَةٍ، وَيَبْقَى الدُّفُّ الَّذِي يُغَنَّى لَهُمْ بِهِ يَمْشِي فِي الْهَوَاءِ، وَيَضْرِبُ رَأْسَ أَحَدِهِمْ إذَا خَرَجَ عَنْ طَرِيقِهِمْ، وَلاَ يَرَوْنَ أَحَدًا يَضْرِبُ لَهُ وَيَطُوفُ الإِْنَاءُ الَّذِي يَشْرَبُونَ مِنْهُ عَلَيْهِمْ وَلاَ يَرَوْنَ مَنْ يَحْمِلُهُ.

وَيَكُونُ أَحَدُهُمْ فِي مَكَانٍ فَمَنْ نَزَلَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ ضَيَّفَهُ طَعَامًا يَكْفِيهِمْ وَيَأْتِيهِمْ بِأَلْوَانِ مُخْتَلِفَةٍ. وَذَلِكَ مِنَ الشَّيَاطِينِ تَأْتِيهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهُ أَوْ مِنْ غَيْرِهَا تَسْرِقُهُ وَتَأْتِي بِهِ.

وَهَذِهِ الأُْمُورُ كَثِيرَةٌ عِنْدَ مَنْ يَكُونُ مُشْرِكًا أَوْ نَاقِصَ الإِْيمَانِ مِنَ التُّرْكِ وَغَيْرِهِمْ، وَعِنْدَ التَّتَارِ مِنْ هَذَا أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ.

****

الشرح

قوله: «وَالْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي الإِْسْلاَمِ مِثْلُ البخشية والطونية وَالْبُدَّى...». كلما بعد العبد عن الإيمان تمكَّن منه الشيطان، وكلما قرُب من الإيمان ابتعد عنه الشيطان.

قوله: «وَيَصْعَدُ أَحَدُهُمْ فِي الْهَوَاءِ وَيُحَدِّثُهُمْ بِأُمُورٍ غَائِبَةٍ، وَيَبْقَى الدُّفُّ الَّذِي يُغَنَّى لَهُمْ بِهِ يَمْشِي فِي الْهَوَاءِ». تأتيهم أحوال شيطانية يظنونها كرامات من الله، وهي من الشيطان؛ لأن الشيطان يشتغل معهم وهم لا يرونه، قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ [الأعراف: 27] فتحضرهم الشياطين وتخدمهم وهم لا يرونهم، فيطير الواحد من بينهم، وإذا كان تفانى في الغناء


الشرح